فصل: فصل في ما ورد في فضل العلمِ والحثِّ على تَعلُّمِهِ وتعليمِهِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في ما ورد في فضل العلمِ والحثِّ على تَعلُّمِهِ وتعليمِهِ:

ومما ورد في فضل العلمِ والحثِّ على تَعلُّمِهِ وتعليمِهِ ما يلي مِنَ الأحاديث:
1– فعن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». رواهُ البخاريُّ، ومسلمُ.
2- وعن عبد الله يعني ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وألهمه رشده». رواهُ البَزَّارُ، والطَّبَرَانِي فِي الْكَبِيرِ بإسنادٍ لا بَأْسَ بِهِ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامةِ، ومَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ في الدنيا والآخرة، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ ونَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أبَطأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وأبو داوودَ، والتُّرْمُذِي، والنَّسائي، وابنُ ماجَة، وابنُ حِبَّان في صحيحِهِ، والحاكمُ وقال: صحيحٌ على شَرْطِهِمَا.
4– وعن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بما يصنع وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حتى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وفَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي.
5– وعن صَفْوَانُ بن عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أحمر، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بطالبِ الْعِلْمِ، إنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ تحُفُّهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُم بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحُبِّتهِمْ لِمَا يَطْلُبُ». رواه أحمد، والطبراني بإسناد جيدٍ واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وروى ابن ماجة نحوه باختصار ويأتي لفظه إن شاء الله تعالى.
تَرَفَّقَ بِمَنْ يَأْتِيكَ لِلْعِلْمِ طَالِبًا ** وَقُلْ مَرْحَبًا يَا طَالِبَ العِلْم مَرْحَبَا

فَهَذَا الذي أَوْصَى بِهِ سَيِّدُ الوَرَى ** كَمَا قَدْ رَوَى الخُدْريُّ عَنْهُ وَرَحَّبَا

وَمَنْ سَهَّلَ اللهُ الطَّرِيقَ لِجَنَّةٍ ** لَهُ الجَدِيرُ بِالتَّرحُّبِ وَالحِبَا

آخر:
مُنَايَ مِن النُيا عُلومٌ أَبُثُّهَا ** وَأَنْشُرُهَا في كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِ

دُعَاءٌ إلَى القُرآنِ وَالسُّنَّةِ التِّي ** تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَهَا في المَحَاضِرِ

وَقَدْ أَبْدَلُوهَا بِالجَرَائِدِ تَارَةً ** وَتِلْفَازِهْمِ رَأسُ الشُّرُورِ المَنَاكِرِ

وَمِذْيَاعِهِمْ أَيْضًا فَلا تَنْسَ شَرَّهُ ** فَكَمْ ضَاع مِنْ وَقْتٍ بِهِ بالخَسَائِر

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ». رواه ابن ماجة وغيره.
وَرُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءهُ أَجَلُهُ وهو يَطْلُبُ العِلْمَ لَقِيَ اللهَ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبينَ النَّبيينَ إِلا دَرَجَةُ النُّبُوَّةِ». رواهُ الطَبراني في الأوسط.
6– وَرُوِي عَنْ سَخْبَرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُذَكِّرُ، فَقَالَ: «اجْلِسَا فَإِنَّكُمَا عَلَى خَيْرٍ»، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، قَامَا، فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لَنَا: «اجْلِسَا، فَإِنَّكُمَا عَلَى خَيْرٍ» أَلَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فقَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَطْلُبُ الْعِلْمَ، إِلا كَانَ كَفَّارَةَ مَا تَقَدَّمَ». رواه التُرْمُذِي مختصرًا، وَالطَّبَرَانِي في الكبير واللفظُ لهُ.
قال بَعضُ العلماء: مَن غَرَسَ العلم اجْتَنَى النباهَةِ، وَمَنْ غَرَسَ الزُّهْدَ اجْتَنَى العِزَّةَ، وَمَنْ غَرَسَ الإِحسان اجْتَنَى المحبةَ، وَمَنْ غَرَسَ الفكرة اجْتَنَى الحِكْمَةَ، وَمَنْ غَرَسَ الوَقَارَ اجْتَنَى المَهَابَة، وَمَنْ غَرَسَ المَدَارَة اجْتَنَى السَّلامَة، وَمَنْ غَرَسَ الكِبَرَ اجْتَنَى المَقْتَ، وَمَنْ غَرَسَ الحِرْصَ اجْتَنَى الذِّلَّةَ، وَمَنْ غَرَسَ الطَّمَعَ اجْتَنَى الخِزْيَ، وَمَنْ غَرَسَ الحَسَدَ اجْتَنَى الحُزْنَ والكَمَدَ.
7- وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما اكْتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مِثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلى هُدَى أَوْ يَرُدَّهُ عَنْ رَدَى وَمَا استقامَ دِينُهُ حتى يَسْتَقِيمَ عَمَلُه». رواه الطبراني في الكبير واللفظُ والصغيرِ إلا أنه قَال فيهِ: حتى يَسْتَقِيمَ عَقلُهُ. وإسنادُهُمَا متقارِبٌ.
8- وَرُوِيَ عن أبي ذَرّ، وأبي هُريرةَ رضي الله عنهما أنهُما قالا:
لبابٌ يتعلمُهُ الرجلُ أحَبُّ إلى الله مِنْ أَلفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا وقالا: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا جاءَ الموتُ لِطَالِبِ العِلْمِ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الحَالةِ ماتَ وهو شهيدٌ». رواه البزارُ، والطبرانيُّ في الأوسطِ إلا أنه قال: «خيرٌ له مِنْ أَلفِ رَكْعة».
9- وعنْ أبي ذَرّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنْ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ بِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ». رواه ابن ماجة بإسنادٍ حسنٍ.
إذا ما شِئتَ أَنْ تَسْمُو وَتُسْمَى ** وَتُدْرِكَ رَاحَةً رُوحًا وَجِسْمًا

فَقُمْ لِطَرِيقِ أَهْلَ العِلْمِ سَعْيًا ** لِتَقْفُوا مَعْهُمُوا أَثَرًا وَرَسْمًا

فَإِنْ حَصَّلْتَ مَطْلُوبًا وَإلا ** ظَفِرْتَ بِأَكْبَرِ الشَّرَفَيْنِ قَسْمَا

فَأَكْرَمُ مَا حَوَاهُ المَرْءُ عِلْمٌ ** بِهِ يُهَدَى وَيَهْدِي مَنْ أَلَمَّا

وَلَيْسَ يُفِيدُ الْكَوْنَ عَبْدًا ** إِلَى العَلْيَاءِ يَسْرِي وَهْوَ أَعْمَى

فَكَمْ أَبْدَى ضِيَاءُ العِلْمِ رُشْدًا ** وَأَذْهَبَ ظُلْمَةً وَأَزَالَ غَمًا

فَنَحْمَدُ رَبَّنَا إِذْ مَنَّ لُطْفًا ** بِهِ في رُشْدِنَا وَأزَالَ غَمًّا

آخر:
إذَا مِتُّ فانْعِيْنِقي إلِى العِلْمُ والنِّهَى ** وَمَا حَبُّرتْ كِفِّيْ بِمَا في المَحَابَرِ

فَإِنِّي مِنْ قَوْمٍ بِهِمْ يَضِحُ الهُدَى ** إِذَا أَظْلَمَتْ بالقَوْمِ طُرْقُ البَصَائِر

10- وعن أبي هُريرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالاهُ وَعَالِمًا ومُتَعَلِّمًا». رواه التُرمُذِي، وابنُ ماجة، والبَيْهَقِي. وقالَ الترمذيُّ: حَدِيثٌ حَسَن.
11- وعن ابن مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ حَسَدَ إِلا فِي اثْنَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا». رواه البخاري، ومسلم.
12- وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ وَأَنْبَتَتْ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزرَعَوْا، وَأَصَابَ طَائِفَةً أُخْرَى مِنْهَا إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالى وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». رواه البخاري، ومسلم.
اعْمَلْ بِعِلْمِكَ تُؤْتَ حِكْمَةً إِنَّمَا ** جَدْوَى عُلومِ المَرْءُ نِهْجَ الأَقْوَمِ

وَإِذَا الفَتَى قَدْ نَالَ عِلْمًا ثُمَّ لَمْ ** يَعْمَلْ بِهِ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَم

آخر:
وَاعْلَمْ بأنَّ العِلْمَ أَرفعُ رُتْبَةً ** وَأَجَلُّ مكتسبًا وَأَسْنَى مَفْخَرٍ

فَاسْلُكْ سبيلَ المُقْتَفِينَ لَهُ تَسُدْ ** إِنَّ السِّيادَةَ تُقْتَنَى بالدَّفْتَر

والعالِمُ المدعُوُّو حَبْرًا إِنَّمَا ** سَمَّاهُ باسمِ الحَبْرِ حَمْلُ المَحْبَرِ

تَسْمُوا إِلَى ذِي العِلْمِ أَبْصَارُ الوَرَى ** وَتَغُضُّ عن ذِي الجَهْلِ لا بَلْ تَزْدَرِي

وَمُضَمَّرُ الأقلامِ يَبْلغُ أَهلُها ** مَا ليسَ يُبْلغُ بِالعِتَاقِ الضُّمَّرِ

والعِلمُ ليس بنافِعٍ أَرْبَابَهُ ** ما لَمْ يُفْدْ عَمَلاً وَحُسْنَ تَبَصُّرِ

فاعْمَلْ بعلْمِكَ تُوفِ نَفسَك وزنْهَا ** لا تَرْضَى بالتَّضييعِ وَزْنَ الْمُخْسِّر

آخر:
وَبَّخْتَ غَيْرَكَ بِالْعَمَى فَأفَدْتَهُ ** بَصَرًا وَأَنْتَ مُحَسِّنٌ لِعَمَاكَا

كَفَتِيلَةِ الْمِصْبَاحِ تَحْرِقُ نَفْسَهَا ** وتُضِيءُ للأَعْشَى وأَنْتَ كَذاكَا

آخر:
جَزَى اللهُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ مَثُوبَةً ** وَبَوأَهُم فِي الْخَلْدِ أَعْلَى الْمَنَازِلِ

فَلَولا اعْتِنَاهُم بالْحَدِيثِ وحِفْظِهِ ** وَنَفْيهُمُ عَنْهُ ضُروبَ الأَبَاطِلِ

وَإنْفَاقَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي طِلابِهِ ** وَبَحْثِهُمُ عَنْهُ بِجِدٍ مُوَاصلِ

لِمَا كَانَ يَدْرِي مَنْ غَدَا مُتَفَقهًّا ** صَحِيح حَدِيثٍ مِنْ سَقِيم وَبَاطِلِ

وَلَمْ يَسْتَبْنِ مَا كَانَ فِي الذِّكْرِ مُجْمَلاً ** وَلَمْ نَدْرِي فَرْضًا مِنْ عُمُومِ النَّوافِلِ

لَقَدْ بَذَلُو فِيهِ نُفُوسًا نَفِيسَةً ** وَبَاعُوا بِحَظِّ آجلٍ كُلَّ عَاجِلِ

فَحُبُّهمُ فَرْضٌ عَلَى كُلَّ مُسْلمٍ ** وَلَيْسَ يُعَادِيهم سِوَى كُلّ جَاهل

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَعْرِفَتِكَ بَأسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ وأَفْعَالِكَ وارْزُقْنَا الرِّضَا بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ والتَّوكُّلَ عَلَيْكَ فِي كُلِّ ضَيْقٍ وَسَعَةٍ وَشَدَّةٍ وَرَخَاءٍ وَكَلَّ مَا تَيَسَّرَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِسُلُوكِ صِِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَجَنِّبْنَا جَمِيعَ مَا يُغْضِبُكَ يَا كَرِيمُ وَأَعِذْنَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ والْجَحِيمْ، وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
فَصْل:
13- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، أوْ مُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ تَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ». رواهُ ابنُ ماجَة بإسنادٍ حَسنٍ، والبيهقيُّ.
14- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابن آدم انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ الناسُ بِهِ، أوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وغيرُهُ.
15- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلانِ: أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ». رواهُ التِّرْمِذِي. وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ عائشة مختصَرًا قَالَ: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لهُ كلُّ شَيءٍ حتَّى الْحِيتَانُ في الْبَحْرِ».
16- ورُويَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَفَقِيهٌ واحدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ». وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لأَنْ أَجْلِسَ سَاعَةً فَأَفْقَهَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُحْيِىَ لَيْلَةً الْقدْر. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِي، والْبَيْهَقِي. إِلا أَنَّهُ قَالَ: أَحَبُّ إليّ مِنْ أَنْ أُحْيِي لَيْلَةً إِلى الصَّبَاحِ. وقَالَ الْمَحْفُوظَ: هَذَا اللفْظُ مِنْ قَوْلِ الزُّهَرِيُّ.
تَعَلَّمْ يَا فَتَى والْعُودُ رَطْبً ** وَطِينُكَ لَيِّنٌ والْعُمْرُ قَابلْ

وَحَسْبُكَ يَا فَتَى شَرفًا وَفَخْرًا ** سُكُوتُ الْحَاضِرينَ وَأَنْتَ قَائِلْ

17- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ مَرَّ بِسوقِ الْمَدِينةِ فَوقَفَ عليها، فقَالَ يَا أَهْلَ السُّوقِ مَا أَعْجَزَكُمْ؟ قَالَوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرُةَ؟
قَالَ: ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَا هُنَا ألا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ. قَالَوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجُوا سِرَاعًا وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟ فقَالَوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا فيه فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: ومَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟ قَالَوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَيْحَكُمْ فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. رَوَاهُ الطَّبَرَانِي فِي الأَوْسَطِ بإسنادٍ حَسَنٍ.
18- وَعَنْ جَابَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعِلْمُ عِلْمانِ: عِلْمُ في الْقَلْبِ فذاكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وعِلْمٌ عَلَى اللَّسَانِ فَذَاكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى ابْنِ آدمَ». رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطيبُ بإسْنَادٍ حَسَن. وَرَوَاهُ ابنُ عبدِ الْبَرِّ النَّمِرِي فِي كتابِ الْعِلْمِ عن الْحَسَن مُرْسَلاً بإسنادٍ صَحِيحٍ.
لا خَيْرَ فِي الْعِلْمِ إنْ لَمْ يَرْقَ صَاحُبُه ** عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الأَخْلاقِ في الصِّغَرِ

كَمْ عَالمٍ فَاسِدٌ ضَلَّتْ مَذَاهِبُهُ ** وَقَدْ غَدَا عِلمُهُ شَرًا عَلَى الْبَشَرِ

إَبْلِيسُ أَعْلَمْ الْفِسْقِ قَاطِبةً ** والنَّاسُ تَلْعَنُهُ فِي الْبَدْوِ والْحَضَرِ

الْعِلْمُ كَالْغَيْثِ والأَخْلاقُ مَزْرَعَةٌ ** إِنْ تَخْبُثِ الأَرْضُ تَذْهَبِ نِعْمَةُ الْمَطَرِ

والجهلُ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمٍ يُدَنِّسُهُ ** نُضْجُ الرَّذِيلَةِ مِنْ أَخْلاقِ مُقْتَدِر

19- وَعَنْ زَرِّ بن حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بن عَسَّالٍ الْمُرَادِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا جَاء بِكَ؟ قُلْتُ: الْعِلْمُ. قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنَحَتِهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ». رَوَاهُ التِّرْمِذيَّ وَصَحَّحه. وابنُ ماجَة واللفظُ لهُ، وابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمْ. وقَالَ: صَحيحُ الإِسْنَادِ.
وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِمَجْلِسَيْنِ أحدُهُما يذْكرون الله تعالى والآخرون يَتَفَقَّهُون، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلا مَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْر، وأَحَدُهَمَا أَحَبُّ إليّ مِنْ صاحِبِهِ. أَمَّا هَؤلاءِ فَيَسْأَلُونَ اللهَ تَعالى وَيَذْكُرُونَهُ فَإنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَأَمَّا الْمَجْلِسُ الآخَرُ فَيَتَعَلَّمُونَ الفِقْهَ وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ وإنما بُعِثْتُ مُعَلِّمًا». وَجَلَسَ إِلى الْفقهِ. ورُوِي عَنْ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «خِيَارُ أُمَّتِي عُلَمَاؤُها، وَخِيارُ عُلمَائِهَا فُقَهَاؤُهَا».
يَمُوتُ قَوْمٌ وَيُحْيِي الْعِلْم ذِكْرهُمُ ** والْجَهْلُ يُلْحِقُ أَحْيَاءٌ بأًمْوَات

آخر:
تَعَلَّمْ فإنَّ الْعِلْمَ زَينٌ لأهْلِهِ ** وَفَضْلٌ وَعنوانٌ لِكُلِّ الْمَحَامِدِ

وَكُنْ مُسْتَفِيدًا كُلَّ يَومٍ زِيادَةً ** مِنْ الْعِلْمِ واسْبحْ في بُحُورِ الْفَوَائِدِ

تَفَقَّهْ فإنَّ الْفِقْهَ أَفْضَلُ قَائِدٍ ** إِلى الْبِرِّ والتَّقوَى وَأَعْدَلُ قَاصِدِ

هُو الْعلْمُ الْهَادِي إلى سُنَنِ الْهُدَى ** هُوَ الْحِصْنُ يُنْجِي مِنْ جَمِيعِ الشَّدائِدِ

فَإِنْ فَقِيهًا وَاحِدًا مُتَورِّعًا ** أَشَدُّ عَلى الشَّيطانِ مِنْ أَلْفِ عَابِد

آخر:
وَعَابَ سَمَاعِي للْحَدِيثِ بُعَيْدَمَا ** كَبْرتُ أُنَاسٌ هُمْ إلى الْعَيْبِ أَقْرَبُ

وَقَالُوا إِمَامٌ فِي عُلُومِ كَثِيرَةٍ ** يَرُوحُ وَيَغْدُ سَامِعًا يَتَطَلَّبُ

فَقُلْتُ مُجِيبًا عَنْ مَقَالَتِهِمْ وَقَدْ ** غَدَوْتُ لِجَهْلٍ مِنْهُمُ أَتَعَجَّبُ

إِذَا اسْتَدْرَكَ الإِنْسَانُ مَا فَاتَ مِنْ عُلا ** فِللْحَزْمِ يُعْزَى لا إلى الْجَهْلِ يُنْسَبُ

آخر:
يَلُومُونِي إِنْ رُحْتُ فِي الْعِلْمِ دَائِبًا ** أَجْمَعُ مِنْ عَنْدِ الرُّوَاة فُنُونَهُ

فَيَا عَاذِلي دَعْنِي أَغَالِي بقِيمَتِي ** فَقِيمَةُ كُلُّ النَّاسِ مَا يَحْسِنُونَهُ

آخر:
ذَوُوا الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا نُجومُ هِدَايةٍ ** إِذَا غَابَ نَجْمٌ لاحَ بَعْدُ جَدِيدُ

بِهمْ عَزَّ دِينُ اللهِ طُرًّا وَهُمْ لَهُ ** مَعَاقِلُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَجُنُودُ

آخر:
وَمَا أَنَا بَالْغَيْرَانِ مِنْ دُونِ جَارتي ** إذَا أَنَا لم أُصْبِحْ غَيوُرًا عَلَى الْعِلْم

آخر:
أَرَى الْعِلْمِ أَعْلَى رُتْبَةً فِي الْمَراتِبِ ** ومِنْ دُونِهِ عِزُّ الْعُلَى فِي الْمَوَاكِبِ

فَذُو الْعِلْم يَبْقَى عِزَّهُ مُتَضَاعِفًا ** وَذُو الْجَهْلِ بَعْدَ الْمَوْتِ تَحْتَ التَّرَائِبِ

فَهَيْهَاتَ لا يَرْجُو مَدَاهُ مَنْ ارْتَقَى ** رُقِيَّ وَليّ الْمُلْكِ وَالي الْكَتَائِبِ

سَأُمْلِي عَلَيْكُمْ بَعْضَ ما فِيهِ فَاسْمَعُوا ** فَبِي حَصَرٌ عن ذِكْرِ كُلَّ الْمَنَاقِبِ

هُو النُّورُ كُلُّ النُّورِ يَهْدِي عن الْعَمَى ** وَذُو الْجَهْلِ مَرَّ الدَّهْرِ بَيْنَ الْغَيَاهِبِ

هُو الذُّرْوَةُ الشَّمْاءُ تَحْمِِي مَنْ الْتَجَا ** إِلَيْهَا وَيَمْشِي آمِنًا فِي النَّوَائِبِ

بِهِ يَنْتَجِي والنَّاسُ في غَفَلاتِهِمْ ** بِهِ يَرْتَجِي والرُّوحُ بَين التَّرَائِبِ

بِهِ يَشْفَعُ الإِنْسَانُ مَنْ رَاحَ عَاصِيًا ** إِلى دَرَكِ النِّيرَانِ شَرِّ الْعَواقِبِ

فَمَنْ رَامَه ُرَامِ الْمَآرِبَ كُلَّهَا ** وَمَنْ حَازَهُ قَدْ حَازَ كُلَّ الْمَطَالِبِ

هُوَ الْمَنْصِبُ الْعَالِي فَيَا صَاحِبَ الْحَجَا ** إِذَا نِلْتَهُ هَوِّنْ بِفْوتِ الْمَنَاصِبِ

فَإِنْ فَاتَتَ الدُّنْيَا وَطِيبُ نَعِيمِهَا ** [فَغَمَّضْ] فَإِنَّ الْعِلْمَ خَيْرُ الْمَوَاهِب

آخر:
الْعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْهُ شَمَائِلٌ ** تُعْلِيهِ كَانَ مَطِيَّةَ الإِخْفَاقِ

لا تَحْسَبَنَّ الْعِلْم يَنْفَعُ وَحْدَهُ ** مَا لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّهُ بِخَلاقِ

كَمْ عَالِمٍ مَدَّ الْعُلُومَ حِبَائِلاً ** لِوَقِيعَةٍ وَقَطِيعَةٍ وَفِرَاق

وَفَقِيهِ قَوْمٍ ظَلَّ يَرْصُدُ فِقْهَهُ ** لِمَكِيدَةٍ أَوْ مُسْتَحِلَّ طَلاقِ

يَمْشِي وَقَدْ نُصِبَتْ عَلَيْهِ عمَامَةٌ ** كَالْبُرْجِ لَكْنِ فَوْقَ تلِّ نِفَاقِ

وَطَبِيبِ قَوْمٍ قَدْ أَحَلَّ لِطِبِّهِ ** ما لا تُخِلُ شَريعَةُ الْخَلاقِ

قََتَل الأجِنَّةِ فِي الْبُطُونِ وَتَارةً ** جَمَعَ الدَّرَاهِمَ مِنْ دَمِ مِهرَاق

آخر:
مَا الْفَخْرُ إِلا لأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمْ ** عَلَى الْهُدَى لِمَنْ اسْتَهْدَى أدلاءُ

وَقِيمَة الْمَرْءِ ما قَدْ كَانَ يُحْسِنُهُ ** والْجَاهِلُونَ لأَهْلِ الْعِلْمِِ أَعْدَاءُ

فَعِشْ بِعِلْمِ تَفُزْ حَيًّا بِهِ أَبَدَا ** النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.